أحياناً يكون الزوجان قد شعرا بقوة العلاقة الجميلة التي جمعتهما بعد أن منّ الله عليهما بالإجتماع في ظل هذا الرباط المقدس، ثم بعد مقدم الأطفال وتكوّن الأسرة، تبدأ المشاعر والأحاسيس الرومانسية بين الزوجين في الفتور والذبول وتزداد درجة هذا الفتور بمرور الوقت في ظل وجود الأطفال وتزايد المسؤوليات بصورة تهدد أساس العلاقة الزوجية نفسها.
ولتفادي الوصول إلى هذه النتيجة القاسية المؤلمة يجب على الزوجة أن تجعل علاقتها مع زوجها هي العلاقة ذات الأولوية في حياتها، وألا تسمح بأن يسيطر إهتمامها بأطفالها على كيانها بالكامل، والزوج يريد أن يتأكد دائماً بل ويعيش طوال الوقت وهو على ثقة في أنه يحتل المرتبة الأولى في حياة زوجته وتركيزها وإهتمامها، وهذا لا يعني بالطبع أنه لن تكون هناك ظروف وأوقات معينة يأخذ فيها الأطفال الإهتمام الأساسي لكن المهم أن تكون هذه الظروف والأوقات هي الإستثناء.
إحرصي بشدة على ألا تندلع الخلافات ويتصاعد الشجار بينك وبين زوجك أمام الأطفال وإبذلي قصارى جهدك لكي تظهري في صورة المتمسكة برأيه أو على الأقل المتوافقة مع زوجك أمام الأطفال وإكبحي جماح رغبتك في التعبير عن وجهة نظرك في أي موقف وإنتظري الوقت المناسب عندما تكونين مع زوجك بمنأى عن الأطفال لكي تعبري عما تشعرين به وتقولي وجهة نظرك لضمان ألا تحرجي زوجك أمام الأطفال.
لا تنسي الإهتمام بمظهرك وجمالك لأن وجود الأطفال في حياتك الزوجية لا يجب أن يكون عذراً أو مبرراً للإهمال في نفسك، بل على العكس إحرصي بصورة أكبر على التزين لزوجك والإستعداد له كأنثى من خلال البحث عن الملابس الجميلة الجذابة وأدوات الزينة الرائعة التي تؤكد جمالك وتزيد من حسنك في نظر زوجك.
التواصل الجسدي شديد الأهمية في مرحلة ما بعد قدوم الأطفال فلمسة لطيفة من يديك على كتف زوجك ستعني الكثير بالنسبة له فهو الآن يشعر بأن هناك منافسين جدد له في قلبك ويحصلون على حنانك طوال الوقت وربما كانوا في حاجة إلى هذا العطف منك أكثر منه بحكم كونهم صغاراً ولكن لا تنسي أنت أبداً أن زوجك طفل كبير وأنه يحتاج على الدوام إلى كل لمسة حنان وعطف من يديك.
يمكنك دوماً أن تشعري زوجك بأن محبتك له لن تتغير في شكلها أو درجتها بعد قدوم الأطفال وتستطيعين أن تستعيدي معه ذكريات بداية الزواج سواء من خلال زيارة لمكان محبب إليكما معاً أو إستعادة مشاعر غالية على قلبيكما أو حتى بتكرار نفس الكلمات الجميلة التي كان يحب أن يستمع إليها منك.
شاركي زوجك إهتماماته لأنه قد يتصور أن إنشغالك في تربية الأطفال والقيام على شؤونهم سيمنعك من لعب دور الصديقة مع دور الزوجة والأم وعليك أن تحذري كل الحذر من أن يبدأ في البحث عمن يشاركه إهتماماته ظناً منه أنك لن تستطيعي أن تشبعي هذا الجانب في حياته.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.